الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان والدك بهذه الحال التي ذكرت من قذف المحصنات، وإطلاق اللسان في السب والشتم بغير حق، والتقصير فيما يجب من الإنفاق على عياله فهو ظالم ومرتكب للكبائر، لكن مهما كان من سوء خلق الوالد وظلمه لأولاده، فإن ذلك لا يسقط حقه في البر والصلة، ولا يسوغ الإساءة إليه. فإن الله قد أمر بالمصاحبة بالمعروف للوالد المشرك الذي يأمر ولده بالشرك. وانظري الفتوى رقم: 3459.
فالواجب عليك بره وطاعته في المعروف، ومن أعظم أنواع البر به والإحسان إليه أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر، فعليكم أن تنصحوا والدكم وتخوفوه من اجترائه على هذه الكبائر، على أن يكون ذلك بأدب ورفق من غير رفع صوت أو إغلاظ في القول، فإذا قمت بما يجب عليك تجاهه من البرّ فلا تضرك كراهيتك له بسبب ما يقترفه من المنكرات. وللفائدة راجعي الفتوى رقم: 44366.
والله أعلم.