الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فابتداء نقول لك جزاك الله خيراً على حرصك على التوبة والهداية والاستقامة وكل هذا دليل على خير كبير كامنٍ فيك، والذي يجب عليك الآن هو المبادرة الفورية إلى التوبة النصوح مما وقعت فيه من منكرات، والتوبة النصوح لها شروط وعلى رأس شروط التوبة النصوح الإقلاع عن الذنب وسببه، فيجب عليك اجتناب مساكنة هذا الرجل حالاً مع شروط التوبة الأخرى، وراجعها في الفتوى رقم: 5450.
فالأمر خطير والوقوع في فاحشة اللواط منكر عظيم في حق الفاعل والمفعول به، وإن كان ما فعلته وصاحبك مجرد المداعبة ونحوها فهي من وسائل الوقوع في اللواط، وهي محرمة ـ أيضاً ـ ولكنها لا تدخل في اللواط الموجب للحد، وقد سبق بيان حقيقة اللواط الذي يجب به الحد في الفتوى رقم: 22549.
وحد اللواط قتل الفاعل والمفعول به، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 1869، وقد ذكرنا فيها الراجح في كيفية قتله، وبينا أن من أهل العلم من قال إنه يرمى من شاهق ويلقى عليه بالحجارة، ولكن الذي يقيم الحدود عموماً هو الحاكم المسلم، أو من يقوم مقامه، فإذا رمى المسلم بنفسه من شاهق كان منتحراً لا مقيماً للحد، وهذه جريمة أخرى ورد فيها وعيد شديد، فراجعه في الفتوى رقم: 5671.
وننصحك بالمبادرة إلى إتمام الزواج قدر الإمكان ولا تطلق زوجتك ولست ظالماً لها بإتمامك الزواج منها، وإذا وفقت إلى الزواج فقد أتممت نصف دينك فاتق الله في النصف الآخر، وعليك بالحرص على مصاحبة الأخيار والإكثار من الدعاء ولا سيما دعاء النبي صلى الله عليه وسلم وهو قوله: اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى. رواه مسلم عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه.
والله أعلم.