الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا ينبغي الاسترسال مع الوساوس في هذا الباب فإنه يوقع الإنسان في شر عظيم، ومن تلفظ بكلمة لا يعرف معناها لا يكفر بذلك ولو كانت هذه الكلمة مكفرة في نفس الأمر لأنه لم يقصد الكفر.
قال العلامة ابن قاسم رحمه الله في حاشية الروض: لا يكفر من حكى كفرا سمعه وهو لا يعتقده، قال في الفروع: ولعل هذا إجماع، وكذا من نطق بكلمة الكفر، ولم يعلم معناها، ولا من جرى على لسانه سبقا من غير قصد لشدة فرح أو دهش، أو غير ذلك، لحديث: عفي عن أمتي الخطأ والنسيان. وخبر الذي أخطأ من شدة الفرح. انتهى.
والتلفظ بالكلام المحرم لا يوجب الكفر وإنما هو معصية تجب التوبة إلى الله تعالى منها، وبالجملة فالاسترسال مع الوساوس في هذا الباب وغيره مما ينبغي تجنبه والحذر منه.
والله أعلم.