الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن اللغة الشائعة هي ما ذكر السائل من حذف الياء من فعل الأمر المسند للواحد المذكر ومنه قوله تعالى : وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهُمْ وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {التوبة:103}. ولا شك في أن الأخذ بهذا هو الأولى، خصوصا إذا كان غيره يؤدي إلى لبس كما بين السائل، ومع ذلك فإن هناك لغة مسموعة باثبات الياء إشباعا للكسرة، وحمل عليها قراءة: إِنَّهُ مَن يَتَّقِي وَيِصْبِرْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ {يوسف:90}. في رواية قنبل عن ابن كثير.
وقول الشاعر :
ألم يأتيك والأنباء تنمى
وقول الآخر:
إذا العجوز عضبت فطلق *ولا ترضاها ولا تملق
وقول الآخر:
وتضحك منى شيخة عبشمية *كأن لم ترى قبلى أسيرا يمانيا
وقول الآخر:
هجوت زبان ثم جئت معتذرا من هجو زبان لم تهجو ولم تدع
وقول الآخر:
لعمري لنعم الحي جر عليهم ... بما لم يماليهم حصين بن ضمضم
وكان القياس يأتك، وترضها ، ولم تر ، ولم تهج ، ولم يمالهم .
وحمل الخليل عليه قول الله عز و جل: وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحدا . فقال أثبت الواو ههنا ومحله الجزم لأنه مخاطبة الواحد فيما ذكر لي بعض أهل المعرفة ...اهـ
وراجع للمزيد كتاب الجمل في النحو لإمام اللغة الخليل بن أحمد الفراهيدي، وشرح الأشموني للألفية والمفصل لابن يعيش.
والله أعلم.