الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن تسمية الأشخاص بالأسماء المشتركة بين الخلق وبين الله جائزة، إن لم يكن الاسم المذكور خاصا بالله كالخالق، ولم تكن صفة الله مراعاة فيه، ويدل لذلك إقرار النبي صلى الله عليه وسلم لبعض أسماء الصحابة التي وقع فيها الاشتراك مثل: علي وحكيم، ويدخل في هذا ما لو سمينا شخصا باسم مجيد، قال ابن عابدين: وظاهر الجواز ولو معرفاً بأل.
قال الحصكفي: يُراد في حقنا غير ما يُراد في حق الله تعالى.
وإنما تحرم التسمية بالأسماء المختصة به جل وعلا، مثل: الخالق، الرحمن، القدوس ونحوها، وبناء عليه، فإن كان المنادي يسمي هذا الشخص باسم مجيد فلا حرج في هذا، فإن المجيد وإن كان من أسماء الله عز وجل الثابتة بالكتاب والسنة، قال الله تعالى: ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ {البروج:15}. وقال تعالى: قَالُواْ أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ رَحْمَتُ اللّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَّجِيدٌ {هود:73}. فإنه يمكن إطلاقه على المخلوق، لأن المخلوق يمكن وصفه بالمجد، كما في قراءة حمزة والكسائي وخلف: ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدِ ـ بالجر وصفا للعرش، وانظر للمزيد من الفائدة الفتاوى التالية أرقامها: 111874 10300، 8726 77224
والله أعلم.