الجري وراء الوساوس مخالف للدين

20-12-2010 | إسلام ويب

السؤال:
الخوف والقلق من المستقبل هل هو من الوسوسة؟ وهل اتباع الوسوسة مخالف لأوامر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن المسقبل وما يطرأ فيه من حوادث ومستجدات كل ذلك بيد الله سبحانه وحده فلا ينبغي لأحد أن يشتغل بذلك، بل على المرء أن يأخذ فقط بالأسباب ويتوكل على الله سبحانه ويلزم تقواه ويحسن الظن به فإنه سبحانه عند ظن عبده به, وقد قال سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا {الطلاق:2-3}.

 قال ابن تيمية رحمه الله :وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا , قد روي عن أبي ذر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : لو أخذ الناس كلهم بهذه الآية لكفتهم . وقوله : مخرجا عن بعض السلف : أي من كل ما ضاق على الناس. انتهى.

 وقال صلى الله عليه وسلم: لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصا وتروح بطانا. رواه الترمذي وغيره وصححه الألباني.

وليس كل توجس من المستقبل يكون من قبيل الوساوس، لكن إذا زاد الأمر عن حده فقد يدخل ذلك الوسوسة على قلب صاحبه, والوساوس من أفسد الأشياء لدين المرء ودنياه، واتباعها مخالف لأوامر رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد نهى عن التجاوب مع التمثيلات والوساوس حيث قال للذي شكى أنه يخيل إليه خروج الريح: لا ينصرف حتى يسمع صوتا...... كما أنه أيضا مناقض لمقاصد الشريعة الغراء، لأن الشريعة إنما جاءت باليسر ورفع الحرج، ورسول الله صلى الله عليه وسلم إنما بعث بوضع الإصر والأغلال والتكاليف الشاقة التي كانت على الأمم  قبلنا، ولا شك أن اتباع الوساوس يوقع صاحبه في الضيق والحرج وهذا مناقضة صريحة لمقاصد الشريعة.  

  والله أعلم.

www.islamweb.net