الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان السائل كفئاً للوظيفة التي هو فيها، ويؤدي عمله بإتقان، فلا يضره ما حصل منه، وراتبه من هذه الوظيفة حلال إن شاء الله.
وقد سئُل الشيخ ابن باز: طالب حصل على الشهادة الجامعية، وكان خلال المراحل التي اجتازها من مراحل التعليم يتطرق أحياناً إلى الغش من مذكرات يحملها أو من زملائه، وقد كان ذلك عوناً له للوصول إلى ما وصل إليه من حصوله على الشهادة الجامعية، وبعد تخرجه تم تعيينه في إحدى المصالح حسب الشهادة التي يحملها، وأصبح يأخذ مقابل ذلك راتباً شهرياً، فهل هذا الراتب حلال أم حرام، علماً بأنه يؤدي المهام الوظيفية المناطة به خير تأدية، بل يزيد على ذلك في أوقاته الخاصة، وإذا كان هذا الشيء الحاصل حراماً فما هو المخرج أفتونا مأجورين؟ فأجاب: عليه التوبة إلى الله مما فعل والندم، وأما الوظيفة فصحيحة وما أخذه صحيح، ما دام يؤدي المهمة التي أسندت إليه ويقوم بها، والحمد لله، ولكن كما قلنا عليه التوبة إلى الله من هذا العمل السيء المنكر، والتوبة تجبُّ ما قبلها. انتهى.
ومما ييسر على السائل الأمر أن مؤهله الأخير الذي حصل عليه في آخر مراحله الدراسية لم يكن فيه غش، والحمد لله وهذه هي أهم المراحل، وبها يكون الاعتبار كما قال الشيخ ابن عثيمين: العبرة على السنة الأخيرة التي فيها الشهادة، فمثلاً لو قدرنا أنه غش في كل المستويات إلا الأخير كفى. انتهى.
وراجع في ذلك الفتوى رقم: 52777.
والله أعلم.