الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاعلم أولاً أن الراجح ـ إن شاء الله ـ أن المضمضة في الوضوء والغسل مستحبة لا واجبة، وانظر الفتوى رقم: 136296، وما فيها من إحالات.
والذي يظهر أنك لم تقصد سب ما شرعه الله لعباده من المضمضة والاستنشاق، وإنما قصدت سب فعلك وهو تركهما نسياناً، وما دمت قد تبت إلى الله وندمت على فعلك ذاك، فإن التوبة تمحو أثر الذنب فلا مسوغ لهذه الوساوس وتلك الأفكار التي تعرض لك في أن أعمالك لم تقبل، بل حسن ظنك بربك واعلم أنه لو قدر وقوع ذنب منك ولو كان هذا الذنب كفراً ـ والعياذ بالله ـ فإن توبتك منه تمحوه وتزيل آثاره ـ بإذن الله ـ قال الله تعالى: وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ.{ الشورى: 25 }.
فننصحك بأن تعرض عن هذه الأفكار وأن تحسن ظنك بربك تعالى وتقبل على عبادته وطاعته، واعلم أنه تعالى لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
وأما توبة المرتد: فإنها تكون بالنطق بالشهادتين على أي وجه كان النطق بهما مع التوبة مما كان سبباً في ردته، فلو ارتد بجحد معلوم من الدين بالضرورة مثلا فتوبته إثبات ما جحده، ولو ارتد كذلك بسبب الاستهزاء أو غيره مما يعد ردة فتوبته أن يندم على فعله ذاك ويعزم على عدم الإتيان به مرة أخرى، قال صاحب زاد المستقنع: وتوبة المرتد وكل كافر إسلامه، بأن يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ومن كان كفره بجحد فرض ونحوه فتوبته مع الشهادتين إقراره بالمجحود به، أو قوله: أنا بريء من كل دين يخالف الإسلام. انتهى.
والله أعلم.