الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن هذا العمل المذكور ليس من هدي السلف، وإنما هو من الطرق التي يعملها المشعوذون، والقاعدة أن ما لا يعرف نفعه بالشرع ولا بالتجربة والعادة لا يجوز اعتقاد نفعه ولا تيسيره للزواج ولا يصدق المشعوذون في ذلك ولا يعمل بتوجيهاتهم فيه، وقد نص أهل العلم على أنه من الشرك أن يعتمد إنسان شيئا من الأمور سببا لشيء، إلا ما أذن الله فيه من ذلك شرعا، أو حسا، قال الشيخ ابن عثيمين في شرح كتاب التوحيد: القاعدة أن كل إنسان اعتمد على سبب لم يجعله الشرع سببا، فإنه مشرك شركا أصغر. انتهى.
وذكر الشيخ في الكتاب نفسه في فوائد حديث عمران بن حصين: أن النبي صلى الله عليه وسلم: رأى رجلا في يده حلقة من صفر، فقال: ما هذه؟ قال: من الواهنة، فقال: انزعها، فإنها لا تزيدك إلا وهنا، فإنك لو مت وهي عليك، ما أفلحت أبدا. قال: إن الأسباب التي لا أثر لها بمقتضى الشرع، أو العادة، أو التجربة لا ينتفع بها الإنسان. اهـ.
وعليك بالاستعانة بالصبر والصلاة والدعاء أوقات الإجابة، فذلك عون على تيسير الحاجات كلها، فقد قال الله تعالى: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ. { البقرة، 45}.
ويمكنك قراءة أي سورة من القرآن والدعاء بها، لما في الحديث: من قرأ القرآن فليسأل الله به. رواه الترمذي، وصححه الألباني.
وأما تخصيص آيات وسور من القرآن بفضائل، أو قضاء حاجات من دون دليل: فيعتبر من المحدثات، كما قال الدكتور العلامة بكر أبو زيد في كتابه: بدع القراء القديمة والمعاصرة ـ قال رحمه الله: من البدع التخصيص بلا دليل بقراءة آية، أو سورة في زمان، أو مكان، أو لحاجة من الحاجات. انتهى.
وراجعي للمزيد في الموضوع وفي بعض الوسائل المعينة على تيسير الزواج الفتاوى التالية أرقامها: مع إحالاتها: 23645، 6029، 32981، 20688.
والله أعلم.