الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن رجوع العبد باللائمة على نفسه واستياءه إذا حصل منه تقصير في حق الله لهو من مؤشرات الخير وأمارات الصلاح، قال صلى الله عليه وسلم: من سرته حسنته وساءته سيئته فذلك المؤمن. رواه الترمذي في سننه، وصححه الشيخ الألباني.
قال المباركفوري في تحفة الأحوذي: من سرته حسنته ـ أي إذا وقعت منه ـ وساءته سيئته أي أحزنته إذا صدرت عنه ـ فذلكم المؤمن: أي الكامل، لأن المنافق حيث لا يؤمن بيوم القيامة استوت عنده الحسنة والسيئة، وقد قال الله تعالى: وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ. انتهى.
وإرجاع ذلك إلى ضعف الإيمان أمر وجيه، لأن الكسل عن الطاعة من آثاره، ولكن لا تنبغي المبالغة في ذلك لئلا يورث الإنسان فقد الثقة بنفسه واليأس من إصلاحها، وهذا عواقبه وخيمة, ولا شك أن للشيطان الرجيم دورا في مثل هذه الوساوس حتى يعسر الطاعة على العبد ويبغضها إليه، والإحساس بأن الدين فيه عسر وتعقيد من الشيطان ـ كما ذكرت ـ وهو مخالف لصريح النصوص التي تبين أن الحرج مرفوع في هذه الشريعة المباركة وأن الدين كله يسر، وقد سبق بيان هذا في الفتوى رقم: 74704.
وأما ظاهرة عدم تذوق طعم الطاعات: فقد سبق بيان علاجها في الفتويين رقم: 92954ورقم: 118836.
والله أعلم.