الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمما لا شك فيه أن الزوج الصالح نعمة من نعم الله التي ينبغي للزوجة أن تشكر الله تعالى عليها، وشكر النعمة يكون بأمور خمسة ذكرها ابن القيم في مدارج السالكين، حيث قال: والشكر مبنى على خمس قواعد: خضوع الشاكر للمشكور، وحبه له، واعترافه بنعمته، وثناؤه عليه بها، وأن لا يستعملها فيما يكره ـ فهذه الخمس هي أساس الشكر وبناؤه عليها، فمتى عدم منها واحدة اختل من قواعد الشكر قاعدة. اهـ .
فعدم رضا الزوجة بنعمة الزوج الصالح يخشى أن يكون فيه كفران لهذه النعمة، وكفران النعمة من أسباب زوالها قال تعالى: وَضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُّطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِّن كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللّهِ فَأَذَاقَهَا اللّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُواْ يَصْنَعُونَ.
{ النحل: 112 }.
فأبدلهم هذه النعمة بضدها، وهنا قد تبدل هذه المرأة بزوج طالح لا يحسن لها عشرة ولا يؤدي إليها حقا.
والله أعلم.