الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنريد -أولاً- التنبيه إلى أنه لا يجوز اتهام الغير بفعل السحر دون دليل، ثم إننا لا نعلم ما يدل على أن مجرد دخول شهر رمضان يبطل مفعول السحر، إلا أنه قد ثبت في الحديث تصفيد الشياطين في رمضان، كما في الحديث: إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة وغلقت أبواب النار وصفدت الشياطين. متفق عليه.
وإن كان الشياطين المصفدون يدخل فيهم من يتعامل معهم السحرة، فلا يبعد أن يضعف تأثيرهم في رمضان، ثم أن للسحر تأثيراً ولا يكون ذلك إلا بإذن الله تعالى، ومنه ما يفرق بين المرء وزوجه وما يبغض أحدهما إلى الآخر، أو يحبب بين اثنين، قال الله تعالى: فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ الله { البقرة: 102}.
ومن أصيب بشيء من السحر فيشرع له حل سحره بالرقى الشرعية من القرآن والدعوات، ومما جاء في صفتها ما رواه ابن أبي حاتم عن ليث بن أبي سليم قال: بلغني أن هؤلاء الآيات شفاء من السحر بإذن الله، تقرأ في إناء فيه ماء ثم يصب على رأس المسحور، وهذه الآيات هي آيتان من سورة يونس: فَلَمَّا أَلْقَواْ قَالَ مُوسَى مَا جِئْتُم بِهِ السِّحْرُ إِنَّ اللّهَ سَيُبْطِلُهُ إِنَّ اللّهَ لاَ يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ* وَيُحِقُّ اللّهُ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ.
والآيات من سورة الأعراف: فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ* فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ* وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ* قَالُواْ آمَنَّا بِرِبِّ الْعَالَمِينَ* رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ.
والآية التي في سورة طه: إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى.
ولو قرأ معهن آية الكرسي والفاتحة والمعوذتين كان خيراً.
وعلى العبد أن يحافظ على الأذكار صباحاً ومساء، وأن يبتعد عن المعاصي والمحرمات، فإن ذلك من أنجع الوسائل للسلامة من الإصابة بالسحر، والتخلص منه بعد الإصابة به، وراجعي الفتاوى التالية للاطلاع على المزيد في الموضوع: 21102، 30556، 502، 5252، 5856.
والله أعلم.