الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يحفظك ويشفيك وجميع مرضى المسلمين.
وسبق أن بينا حكم السحر وفاعله وأنه جريمة من أعظم الجرائم وكبيرة من أكبر الكبار يستحق صاحبها العقاب في الدنيا والآخرة وانظر الفتاوى التالية أرقامها:1653، 133797، 77374، وما أحيل عليه فيها.
كما بينا كيفية علاجه والتخلص منه في الفتويين رقم: 2244 ورقم: 10981.
وسبق أن بينا حرمة الظلم وأن الله تعالى حرمه على نفسه وجعله محرما بين عباده، وانظر الفتويين رقم: 94603 ورقم: 21295.
والحديث الذي ذكرت حديث صحيح ـ كما أشرت ـ والقصد منه هو التنفير من الظلم والتحذير منه وحث الظالم على التوبة ورد الحقوق إلى أهلها قبل أن يأتي يوم لا درهم فيه ولا دينار، ويكون التعامل بالحسنات.
وليس معناه إهمال الظالم أو عدم القصاص منه، فالله سبحانه تعالى العدل الحكم يقول في محكم كتابه: وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ.
{الأنبياء: 47}.
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته، ثم قرأ: وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ.
{هود: 102}.
متفق عليه.
ويقول صلى الله عليه وسلم: إنه إذا كان يوم القيامة يقتص للشاة الجلحاء من الشاة القرناء.
رواه الإمام أحمد، وصححه الأناؤوط.
وإذا كان هذا في البهائم فكيف في الآدميين؟.
ولذلك، فإن عليك أن تطمئن وتستيقن بأنك ستنال حقك كاملا غير منقوص إذا لم تعف عنه برضاك وطيب نفسك، ولا داعي لما ذكرت من الاحتمالات، فإن الله تعالى حكيم عدل خبير وتفاصيل أمور يوم القيامة من الغيب الذي لا يمكن الكلام فيه إلا بتوقيف من الشارع.
والمقطوع به هو أن الله سينصف المظلوم ممن ظلمه، ولكننا نجهل كثيرا من تفاصيل ذلك.
كما أن المسلم ينبغي أن لا يحمله شيء من أمور الدنيا على الرضا بالدرجات الدنيا من الجنة، فإن في الجنة درجات لا يدخلها أصحابها إلا بعد عذاب شديد.
والله أعلم.