الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإذا كان هذا الشاب على تلك الحال التي وصفت من شرب الخمر وترك الصلاة، والاجتراء على سب الدين فقد أخطأت وأخطأ والدك بالموافقة على الزواج منه، فإن كان ثبت عنه سب الدين ولم يتب منه قبل العقد عليك فالعقد في هذه الحال باطل ، وأما إذا كان قد حدث ذلك بعد العقد عليك فقد انفسخ العقد بردته. قال ابن قدامة: إذا ارتد أحد الزوجين قبل الدخول انفسخ النكاح في الحال. المغني. وجاء في رد المحتار (حنفي) : ( وَارْتِدَادُ أَحَدِهِمَا ) أَيْ الزَّوْجَيْنِ ( فَسْخٌ ) فَلَا يُنْقِصُ عَدَدًا ( عَاجِلٌ ) بِلَا قَضَاءٍ ..... ( قَوْلُهُ بِلَا قَضَاءٍ ) أَيْ بِلَا تَوَقُّفٍ عَلَى قَضَاءِ الْقَاضِي. وعلى ذلك فالحكم بفسخ هذا العقد يتوقف على ثبوت ردة الزوج، وهذا أمر أيضا يتوقف على أمور من الصعب التحقق منها بالنسبة لنا. وعليه فلا بد فسخ ذلك العقد عند القاضي أو من يقوم مقامه، أو تطليقه هو أو الحكم بارتداده عن الدين ولا يكفي مجرد تعاطيه مكفرا. فإن كنت لا تقدرين على رفع الأمر للمحكمة الشرعية لكون العقد لم يوثق، فالذي ننصحك به عرض الأمر على من تمكنكم مشافهته من أهل العلم الموثوقين ببلدكم ليفتوك عن بينة. والله أعلم.