الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعليك أن تعرض عن التفكير في هذا الأمر ولا تلتفت لتلك الوساوس، فلو فرض أنك قد وقعت في هذه الفاحشة بعد بلوغك ثم تبت منها توبة صحيحة فإن التوبة تمحو أثر الذنب وتزيل عن التائب الوصف بالعصيان، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ. رواه ابن ماجه، وحسنه الألباني.
فكيف وقد وقعت تلك الأمور قبل بلوغك الحلم ؟ والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: رفع القلم عن ثلاثة: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل. رواه أبو داود وصححه الألباني.
فاحذر من التمادي مع تلك الأوهام ومجاراة الشيطان في تلك الوساوس التي تشوش عليك فكرك وتفسد عليك عيشك، و أقبل على ما ينفعك في دينك ودنياك، واحرص على صحبة الأخيار الصالحين وسماع الدروس والمواعظ النافعة، ومن أعظم ما يعينك على التخلص من تلك الوساوس كثرة الذكر والدعاء، فإنّ لهما أثراً عظيماً يغفل عنه كثير من الناس، وانظر في فوائد الذكر الفتوى رقم: 95545 .
والله أعلم.