الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعليك أيتها الأخت أن ترجعي لما كنت عليه من الاستقامة فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ من الحور بعد الكور، أي من الرجوع عن الطاعة بعد الكون عليها، وعليك أن تتوبي إلى الله تعالى من إطلاق البصر لما لا يحل، فإن إطلاق البصر من أعظم مفسدات القلب، وغض البصر من أسباب صلاح القلب وإطلاق نور البصيرة، واستحضري عظمة الله تعالى ومراقبته لك واطلاعه عليك، واعلمي أن نظره إليك أسبق من نظرك إلى هذه المنكرات فاستحيي منه تعالى أن يراك على ما لا يحب، وأكثري من التفكر في الموت والموقف بين يدي الله تعالى، فإن إدمان الفكر في ذلك مما يورث القلب خوفاً من الله تعالى ورقة باعثة على ترك المعاصي، واجتهدي في الدعاء بأن يثبت الله قلبك على دينه ويصرف قلبك إلى طاعته فإن القلوب بين إصبعين من أصابعه تعالى يقلبها كيف يشاء، وأكثري من الذكر وتلاوة القرآن والزمي صحبة الصالحات من أخواتك اللاتي يذكرنك بالله تعالى وينبهنك إذا غفلت وجانبي صحبة رفقاء السوء فإنها من أعظم أسباب الشر. واحرصي على شغل وقتك بالمفيد النافع في أمر دينك ودنياك. نسأل الله تعالى أن يصرف عنك السوء بمنه وفضله.
وأما ما سألت عنه فإن تعمد الاستمناء في نهار رمضان من المفطرات، وفي فساد الصوم بخروج المني بتكرار النظر خلاف بين العلماء والأحوط قضاء تلك الأيام خروجاً من الخلاف. وراجعي لبيان أحوال خروج المني وأثرها على الصوم الفتوى رقم:127123 . هذا إذا كان الخارج منك هو المني، أما إن كان الخارج مذياً فقد بينا حكم ذلك في الفتوى رقم: 73114 فراجعيها، ولمعرفة الفرق بين المني والمذي انظري الفتوى رقم: 4036.
والله أعلم.