الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فليس بصحيح أن ذنوب الخلوة تحبط العمل هكذا بإطلاق، وإنما يكون ذلك في حق من تحقق فيه قول النبي صلى الله عليه وسلم: لأعلمن أقواما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضا، فيجعلها الله عز وجل هباء منثورا" قال ثوبان: يا رسول الله صفهم لنا، جلهم لنا، أن لا نكون منهم ونحن لا نعلم. قال: أما إنهم إخوانكم ومن جلدتكم ويأخذون من الليل كما تأخذون، ولكنهم أقوام إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها. رواه ابن ماجه، وصححه الألباني.
وهذا الحديث الشريف لا يتناول المسلم الذي تغلبه شهوته فيضعف عن مقام الإحسان، ومراقبة الواحد الديان، فيقع في ما حرم الله، وهو مع ذلك منزعج القلب، مضطرب النفس؛ خوفا من سوء عاقبة الذنب، وغضب الرب جل وعلا، فيندم على فعله، ويحاول الإقلاع عن ذنبه، ويلوم نفسه، ويسعى في تحقيق توبة نصوح، وإنما يتناول أهل الرياء والنفاق، وقد سبق التنبيه على ذلك في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 56550 ، 136839، 104851.
وراجع في الأعمال التي وردت النصوص بأنها تحبط الأعمال الفتويين: 104849، 41314.
وأما مسألة العودة للذنب بعد التوبة، وكيفية معالجة معاصي الخلوة، فراجع فيها الفتوى رقم: 111852.
والله أعلم.