الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الحديث المشار إليه في السؤال الأول رواه مسلم وغيره بلفظ: إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة.
والحديث يدل على أن الوسيلة منزلة خاصة في الجنة أو هي أعلى درجات الجنة، ومن المعلوم أن نبينا صلى الله عليه وسلم هو أفضل خلق الله وهذه المنزلة خاصة به.
وأما قول ربيعة رضي الله عنه أسألك مرافقتك في الجنة فمعناه كما قال أهل العلم أي أسأل صحبتك وقربك في الجنة، ولا يقصد به أن يكون معه في درجة الوسيلة الخاصة به صلى الله عليه وسلم ولا أن يساويه في النعيم. ولذلك لا تعارض بين الحديثين حتى نحتاج إلى توفيق بينهما، وفي ذلك رد على باقي الأسئلة التي تسأل فيها عما إذا كانت مرافقة النبي صلى الله عليه وسلم تقتضي مساواته في النعيم.
وأما السبيل لمرافقة النبي صلى الله عليه وسلم في الجنة فهي طاعة الله تعالى وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم والتفاني في حب الله ورسوله.. كما قال تعالى: وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا {النساء: 69}. ومن السبل لمرافقة النبي صلى الله عليه وسلم والقرب منه في الجنة كثرة السجود وكفالة الأيتام.. وانظر الفتوى: 4539، للمزيد من الفائدة.
ومن دخل الجنة فإنه ينال من النعيم المقيم الأبدي ما لا يخطر له على بال ونعيم الآخرة غير ما نتصوره نحن في الدنيا وكل أهل الجنة راضون بما هم فيه من النعيم.. وإن تفاوتت درجاتهم.
وكل من أطاع الله ورسوله.. فإنه يكون مع الرسول صلى الله عليه وسلم في دار واحدة، يستمتع برؤيته والحضور معه، وإن تفاوتت درجاتهم.. حسب أعمالهم.
وللمزيد من الفائدة انظر الفتوى: 109789.
والله أعلم.