الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يشفيك ويعافيك، وأن يذهب عنك شر الوسوسة، وأن يعيذك من شر نفسك وشر الشيطان.
ثم نقول: هذا الصوت المذكور في السؤال ليس بكلمة ولا حكم له، ولا تعلق له بكلمة التوحيد المنطوقة بعده وكذلك السكوت خلال النطق بكلمة التوحيد ـ لا إله إلا الله ـ على كلمة ـ إله ـ دون قصد لمعنى هذا النفي، بل إما لعارض أو على نية الإكمال، كل هذا لا حرج عليك فيه وليس شيء من ذلك ردة ولا قريبا من ذلك، بل إن كل ما ذكِر في السؤال دليل على إيمان صاحبته واطمئنان قلبها بالإيمان، فإن كره العبد وخوفه ونفوره من مجرد هذه الخواطر والوساوس الشيطانية، علامة على صحة الاعتقاد وقوة الإيمان، فقد جاء ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فسألوه: إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به؟ قال: وقد وجدتموه؟ قالوا: نعم، قال: ذاك صريح الإيمان.
رواه مسلم.
قال النووي: معناه: استعظامكم الكلام به هو صريح الإيمان، فإن استعظام هذا وشدة الخوف منه، ومن النطق به، فضلا عن اعتقاده، إنما يكون لمن استكمل الإيمان استكمالا محققا وانتفت عنه الريبة والشكوك. اهـ.
وراجعي في ذلك الفتويين رقم: 7950، ورقم: 12300.
فأبشري ـ أيتها السائلة ـ وطيبي نفسا، واطرحي هذه الوساوس عن نفسك ولا يستجرينك الشيطان، فإن هذه الخواطر المحزنة إنما هي من الشيطان، فإنه حريص على كل ما من شأنه أن يُحزِن ابن آدم، كما قال تعالى: إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا.
{ المجادلة: 10 }.
فاستعيذي بالله من الشيطان الرجيم وأعرضي عن هذه الوسوسة بالكلية، وراجعي في علاج الوسوسة الفتاوى التالية أرقامها: 3086، 51601، 22374، 125476.
والله أعلم.