الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فأما كون هذا الرجل قد تاب أم لم يتب فأمر لا يعلمه إلا الله تعالى، والذي يمكن الآن وقد وقع ما وقع هو الاستغفار له والدعاء بأن يرحمه الله تعالى ويتجاوز عنه، وقد بينا أن هبة ثواب القرب للموتى جائزة في الفتوى رقم: 111133، وبينا أن العلماء اختلفوا في حكم تارك الصلاة وذكرنا أقوالهم مستوفاة في الفتوى رقم: 130853.
وقول الجمهور أن تارك الصلاة كسلا من جملة أهل الإسلام، وأنه يرجى له من رحمة الله تعالى التي وسعت كل شيء ومن عفوه ومغفرته ما يرجى لأهل التوحيد، ومن ثم فلا حرج في هبة ثواب القرب لهذا الميت من صدقة أو صوم أو غيرها، وأما ما تركه من الصلاة الواجبة فلا يمكن أداؤه عنه، وإنما يستغفر له ويدعى له بالرحمة، وفي قضاء ما تركه من الصوم الواجب نيابة عنه خلاف بين العلماء، والراجح أنه يجوز لوليه أن يقضي هذا الصوم عنه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: من مات وعليه صوم صام عنه وليه. متفق عليه من حديث عائشة رضي الله عنها، فإن لم يُصَم عنه وجب أن يُطعَم عنه عن كل يوم مسكينا مدا من طعام أي ثلاثة أرباع الكيلو من الرز تقريبا، وإنما يجب هذا الإطعام إن كان الميت قد ترك تركة، فإن لم يترك تركة لم يجب ، ولتراجع الفتوى رقم: 9656 ورقم: 105730 .
والله أعلم.