الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن العبد إذا تاب من ذنبه توبة صادقة تاب الله عليه ومحا عنه أثر ذلك الذنب؛ كما روي في الحديث: التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
وإذا كان هذا الذنب قد ترتبت عليه مصيبة أصيب بها العبد في بدنه أو ماله أو غير ذلك، فصبر واحتسب رجي له ثواب الصابرين المذكور في هذه الآية وغيرها، ولا يضره كون سبب المصيبة ذنبا وقع فيه لأن هذا الذنب قد زال أثره فلم يعد ملوما عليه، وقد فعل ما يلزمه تجاه الذنب من التوبة، فإذا فعل ما يلزمه من الصبر والاحتساب تجاه المصيبة كان محمودا مأجورا، ولهذا لما احتج آدم وموسى فلامه موسى على إخراجه نفسه وذريته من الجنة وتلك مصيبة نشأت عن ذنب آدم، احتج عليه آدم بأن هذا قد قدره الله عليه، وإنما صحت له الحجة لأنه تاب من الذنب والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
قال القرطبي: قال الليث بن سعد: إنما صحت الحجة في هذه القصة لآدم على موسى عليهما السلام من أجل أن الله تعالى قد غفر لآدم خطيئته وتاب عليه، فلم يكن لموسى أن يعيره بخطيئة قد غفرها الله تعالى له، ولذلك قال آدم: أنت موسى الذي آتاك الله التوراة، وفيها علم كل شيئ، فوجدت فيها أن الله قد قدر علي المعصية، وقدر علي التوبة منها، وأسقط بذلك اللوم عني، أفتلومني أنت والله لا يلومني!. انتهى.
وتجدر الإشارة إلى أننا قد أجبناك بحسب ما فهمناه من السؤال فإن كنت تقصدين غير الذي أجبنا عنه فوضحي السؤال.
والله أعلم.