الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالاستمناء محرم في رمضان وغيره، وهو في رمضان أشد تحريماً، لأنه من الزور الذي من لم يدعه فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه، وهو مفسد للصوم إذا حصل بعد طلوع الفجر الصادق وترتب عليه الإنزال وانظر الفتويين رقم: 113612، ورقم: 127123.
وعليه، فإن صوم هذا الشخص قد فسد ولزمه القضاء، لكونه تعمد الاستمناء بعد النداء الثاني للفجر، وقد نص الفقهاء على أن من استدام الجماع بعد طلوع الفجر فعليه القضاء والكفارة، وعلى أن من طلع عليه الفجر وفي فمه طعام فتعمد ابتلاعه أفسد صومه بذلك ولزمه القضاء، قال في حاشية الروض: وإن استدام فعليه القضاء والكفارة، وهو مذهب مالك والشافعي وغيرهم، لأنه جماع في نهار رمضان باختيار، فلا فرق بين ابتدائه ودوامه. انتهى.
وقال النووي ـ رحمه الله: ذكرنا أن من طلع الفجر وفي فيه طعام فليلفظه ويتم صومه، فإن ابتلعه بعد علمه بالفجر بطل صومه، وهذا لا خلاف فيه، ودليله حديث ابن عمر وعائشة ـ رضي الله عنهم ـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن بلالاً يؤذن بليل، فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم. رواه البخاري ومسلم. انتهى.
فهذه المسألة من هذا الباب، وعليه أن يتوب إلى الله توبة نصوحاً مما أقدم عليه.
والله أعلم.