الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهنيئاً للسائل الكريم رغبته في الدين الحق، ونسأل الله تعالى أن يوفقه لما يحب ويرضى وأن يثبته على الحق، وأن يشرح صدر امرأته للإسلام، والذي يجب عليك فعله الآن هو أن تبادر إلى النطق بالشهادتين والدخول في الإسلام، فإن الأجل لا يعلمه إلا الله تعالى.
وأما بالنسبة لعقد الزوجية بعد إسلامك فلا إشكال في صحته وبقائه، ما دامت زوجتك نصرانية، فإنه يجوز للمسلم أن يتزوج بالكتابية ابتداء.
قال ابن قدامة في المغني: إذا أسلم زوج الكتابية قبل الدخول أو بعده أو أسلما معاً، فالنكاح باق بحاله، سواء كان تزوجها كتابياً أو غير كتابي، لأن للمسلم أن يبتدئ نكاح كتابية، فاستدامته أولى، ولا خلاف في هذا بين القائلين بإجازة نكاح الكتابية. انتهى.
وعليك أن تجتهد في دعوة زوجتك للدين الحق، وأن تحرص على تنشئة أطفالك عليه، فيكون لك من الأجر والثواب مثل أجورهم، ويكون ذلك أفضل لك من الدنيا وما فيها، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من أن يكون لك حمر النعم. رواه البخاري ومسلم.
وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم: من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً. رواه مسلم.
والله أعلم.