الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعليك أن تتحلل من هذا الشخص الذي ظلمته، فإن كنت قد أخذت شيئا من ماله فالواجب عليك أن ترده له أو تتحلله منه حتى يسامحك , وإن كنت قد ظلمته بشيء معنوي كطعن في عرضه أو غيبته فعليك أيضا أن تتحلل منه، فقد قال صلى الله عليه وسلم :"من كانت عنده مظلمة لأخيه من عرض أو شيء فليتحلله من قبل أن يؤخذ منه حين لا يكون دينار ولا درهم فإن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإلا أخذ من سيئات صاحبه فحملت عليه " رواه البخاري .
وهذا هو الأصل، ولكن أهل العلم قد فهموا أن المظلمة إذا كانت في العرض بغيبة ونحوها وخشي الظالم حصول مفسدة إن هو أخبر المظلوم بذلك، فحينئذ يكفي في التوبة الكف عن المعصية والندم وكثرة الدعاء للمظلوم والاستغفار له والثناء عليه بين الناس .
ولا يشترط أن يكون اعتذارك له بصفة مباشرة، بل يمكنك أن توسط بينكما أحد الثقات العدول لينقل له ندمك واعتذارك على إساءتك ويعلمه باستحيائك من مقابلته .
الله أعلم.