الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يثبتك على الحق، وأن يشرح صدر زوجك له، وأن يوفقكما إلى ما يحب ويرضى.
وبعد، فلا يشك ذو مسكة من عقل، ومن له أدنى معرفة بأصول هذا الدين القويم ـ في ضلال التيجانية، وأنهم على دين محدث مخترع مخالف لما جاء به الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم. وما ذكرته السائلة من اعتقاد هذه الفرقة أن (صلاة الفاتح) خص بها النبي صلى الله عليه وسلم التيجاني، مثال على الضلال البين، حيث يقول علي حرازم الفاسي في كتابه (جواهر المعاني وبلوغ الأماني في فيض سيدي أبي العباس التيجاني): إن هذا الورد ادخره رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لي ولم يُعَلِّمْهُ لأحد من أصحابه .... لعلمه صلّى الله عليه وسلّم بتأخير وقته، وعدم وجود من يظهره الله على يديه. اهـ.
قال الشيخ عبد الرحمن بن يوسف الأفريقي في رسالة (الأنوار الرحمانية لهداية الطريقة التيجانية): في قوله "ادخره لي ولم يعلمه لأحد من أصحابه" رد على قوله تعالى: { يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ }. [المائدة: 67]. ومعلوم أن الكتمان محال على الأنبياء والرسل، لأنه خيانة للأمانة ... ولا شك أن نسبة الكتمان إليه صلّى الله عليه وسلّم كفر بإجماع العلماء. وفي قوله: عدم وجود من يظهره الله على يديه تفضيل لنفسه على أبي بكر الصديق رضي الله عنه، حيث لا يقدر أن يحمل هذا الورد. وهذا كلام في غاية الفساد، بل في غاية الوقاحة. اهـ.
وقال أيضا في (جواهر المعاني): إن المرة الواحدة من صلاة الفاتح تعدل كل تسبيح وقع في الكون، وكل ذكر، وكل دعاء كبير أو صغير، وتعدل تلاوة القرآن ستة آلاف مرة. اهـ.
قال الشيخ عبد الرحمن: وهذا كفر وردّة وخروج عن الملّة الإسلامية. وهل يبقى في الدنيا مسلم لا يكفر قائل هذا القول؟ بل من لم ينكر عليه ورضي به فهو كافر في نفسه، يستتاب فإن تاب وإلا قتل .أليس قد جعل الله لكم عقولاً تعقلون بها؟ أفلا تتفكرون؟ وأي شيء يكون أفضل من القرآن؟ وهل ينزل الله على رجل شيئًا بعد النبي صلّى الله عليه وسلّم فضلاً أن يكون خيرًا من القرآن ؟ إن هذا لشيء عجاب. اهـ.
ومن مخازي معتقداتهم في هذه الصلاة المبتدعة أنهم يشترطون لقراءتها الطهارة المائية، ولا تجزئ الطهارة الترابية، فلو لم يوجد الماء أو لم يستطع استعماله فلا يجوز قراءتها !!! فأيهما أعظم مكانة عندهم: القرآن والصلاة بين يدي الله، أم هذه الخرافة ؟!! وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 27055. وراجعي في التعريف المختصر بالتيجانية الفتوى رقم: 11073. وما أحيل عليه في آخرها. ولمزيد الفائدة يمكن الاطلاع على الفتوى رقم: 10869 .
ثم ننبه على أن الوقوف على تفاصيل عقائد التيجانية ووزنها بميزان الشريعة أمر متحتم على من يريد الانتساب إليها، ويكفي أن يعلم أن من عقائدهم الإيمان بوحدة الوجود وأن كل الأديان حق !! والإيمان برؤية الرسول في اليقظة والأخذ عنه مباشرة. وأن أتباع التيجاني يدخلون الجنة بغير حساب مهما عصوا. ومع ذلك فعندهم من أدران الجاهلية وأنواع الشرك الجلي شيء عظيم، كالاستغاثة بالمشايخ ودعوتهم من دون الله والالتجاء بهم إلى الله والاعتقاد أن الله لا يقبلهم إلا عن طريق هؤلاء الشيوخ الضالين، بزعم أن هؤلاء المشايخ هم أبواب الله، ولا دخول على الله إلا من طريقهم، ولا قبول لتوبة تائب إلا برضاهم، وغير ذلك من الضلالات !!!.
ويمكن الوقوف على تفصيل ذلك بالرجوع إلى الأبحاث التي تناولت هذه الفرقة الضالة، سواء المختصر منها كالرسالة السابقة للشيخ عبد الرحمن الأفريقي، أو المفصل ككتاب (التجانية دراسة لأهم عقائد التجانية على ضوء الكتاب والسنة) للدكتور علي بن محمد آل دخيل الله. وننصح كذلك بقراءة الرسالة العلمية للدكتور عبد الرحمن عبد الخالق (الفكر الصوفي في ضوء الكتاب والسنة) ففيه فصل مفيد جدا عن التيجانية.
والله أعلم.