الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك في صحة المعنى الذي أرادته السائلة بهذه العبارة، ولكن يبقى النظر في صحة التعبير. والصواب أن هذا تعبير خاطئ، فإن الجزم بأن المسافة التي تفصلنا عن الله سبحانه !! هي السموات السبع ـ خطأ واضح، ويكفينا في رده أن نقول: فأين العرش الذي هو أكبر المخلوقات وأعلاها ؟؟!.
ولا يخفى أن دقة العبارة في مثل هذه المسائل أمر مهم، والعصمة في ذلك أن نلتزم بالنصوص الشرعية كتابا وسنة، ومن ذلك الآية التي ذكرتها السائلة. وكذا قوله تعالى: وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ. {ق: 16}.
وقوله عز وجل: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا. {المجادلة: 7}.
ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: يا أيها الناس اربَعوا على أنفسكم؛ فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا، إنه معكم، إنه سميع قريب، تبارك اسمه وتعالى جده. متفق عليه.
ومنه أيضا تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للإحسان بقوله: أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك. متفق عليه.
والله أعلم.