الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما من شيء إلا وهو كائن بقضاء الله وقدره، فما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن، لامانع لما أعطى ولا معطي لما منع سبحانه وتعالى، وراجعي في هذا المعنى الفتوى رقم: 116408.
ويدخل في هذا أمر الزواج، فما كتب الله تعالى للمرأة فإنه سيأتيها، ولكن هذا لا يعني عدم السعي وبذل الأسباب.
ولا يتوجه على أهلك لوم إن لم يفعلوا ما يستوجب اللوم ـ كرد الأكفاء عنك لغير سبب شرعي ونحو ذلك ـ ولا فائدة في التفكير فيما سبق، بل عليك النظر فيما يستقبل، فنقول ـ أولا ـ عليك بكثرة الدعاء والضراعة في ذلك بأن يرزقك الله تعالى زوجا صالحا، فإن ربنا قريب مجيب، قال سبحانه: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ. { البقرة: 186 }.
ونوصيك بالاستعانة ببعض الثقات من صديقاتك أو قريباتك ليعينوك في البحث عن زوج صالح، فلا حرج على المرأة في ذلك، كما بينا بالفتوى رقم: 18430.
وفي الختام نسأل الله تعالى أن ييسر أمرك، وأن يرزقك زوجا صالحا وذرية طيبة تقر بها عينك.
والله أعلم.