الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد أحسنتما في الالتزام بآداب الشرع فيما بينكما، فإن الخاطب أجنبي عن مخطوبته حتى يعقد له عليها، كما أوضحنا بالفتوى رقم: 1151.
فنوصيكما بالثبات على ذلك، وما ذكرت من الحاجة إلى معرفة كل منكما الآخر والتأقلم معه لا يبيح ما هو محرم بين الخاطبين، هذا بالإضافة إلى أن الكلام بينهما قد يكون فيه نوع من التصنع والادعاء وسرعان ما يتبين بعد الزواج أن الأمر على خلاف ذلك فيكون الشقاق ثم الطلاق.
هذا بالإضافة إلى أن الانسجام بين الزوجين في الحياة الزوجية أمر ميسور لا يحتاج إلى إجراء نوع من التعارف أو الجلسات أو المحادثات قبل الزواج، ففطرة الرجل والمرأة أن يكون كل منهما سكنا للآخر، قال تعالى: وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ. { الروم: 21 }.
وأما موضوع الخجل من الحديث مع الخاطب فهذا هو الأصل في المرأة الملتزمة بدينها، فالخاطب ـ كما تقدم في صدر الجواب ـ ما يزال أجنبيا عن المخطوبة، وليس لها الحديث معه إلا لحاجة وبقدرها، وتحدثه كما تحدث الأجانب بدون خضوع في القول ولا فيما تسميه مشاعر نحوه، إلخ.
وهذا الحياء والخجل لا يدل على عدم التيسير، وأمر الزواج وموعده ونحو ذلك يمكن أن يكون بين وليك وبين الخاطب مع أخذ رأيك فيما يتفقان عليه.
والله أعلم.