الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالدم الذي تراه المرأة بعد إسقاط الحمل يكون استحاضة إذا لم يتبين في السقط خلق إنسان، ويكون نفاسا إذا كان قد تبين فيه خلق إنسان، فإذا كان السقط الذي أسقطته لم يتبين فيه خلق إنسان، فإن ما رأيته من الدم أولا يعد استحاضة، وما فعلته من الوضوء لكل صلاة هو ما كان يلزمك، إلا إن وافق هذا الدم زمن العادة، فإنه يعد حيضا على ما بيناه مفصلا في الفتوى رقم: 129638.
وأما ما رأيته بعد ذلك من الدم: فما دامت مدته قد تجاوزت خمسة عشر يوما ـ والتي هي أكثر مدة الحيض عند الجمهور ـ فقد تبين بذلك أنك مستحاضة، وقد بينا ما تفعله المرأة إذا جاوز دمها أكثر مدة الحيض ـ أي خمسة عشر يوما ـ في الفتوى رقم: 113536وقد كان يلزمك أن تغتسلي وتصلي بعد انقضاء المدة المعتبرة حيضا ـ إما بالرجوع إلى العادة، أو التمييز الصالح، أو غالب عادة النساء ـ على ما فصلناه في فتاوى كثيرة سابقة وانظري الفتويين رقم: 137292، ورقم: 127434.
وإذا كنت قد تركت الصلاة ظانة أن ما ترينه من الدم حيض ففي وجوب إعادة تلك الصلوات عليك خلاف بين العلماء أوضحناه في الفتويين رقم: 125226، ورقم: 109981، والأحوط الإعادة، وهو قول الجمهور.
والله أعلم.