الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهينئا لك بالتوبة. وعليك أن تحمد الله الذي هداك ويسر لك معرفة صاحب الحق، فبعض الناس قد يتوب ولكن يصعب عليه معرفة أصحاب الحقوق والاتصال بهم، وعليك أن تتوب إلى الله تعالى توبة صادقة، ونرجو أن يتقبل الله منك فيما يتعلق بحق الله.
وأما يتعلق بحق صاحب المال فلا بد من التحلل منه، ويمكن إذا لقيته واعتذرت إليه أن يسامحك، وإن لم يفعل فاذكر له عدم استطاعتك حاليا أن توفر له المبلغ كاملا، وبرمج معه برنامجا شهريا تقسط له فيه المبلغ حتى ترده له كله، فالمعسر يجب إنظاره، والأفضل التجاوز عنه والتصدق عليه بالدين لقوله تعالى: وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ. {البقرة:280}.
وأما التفكير الذي تذكر فهو من مداخل الشيطان، فهو يؤيس الناس من التوبة ويحضهم على الثبات في طريق الغواية والضلال حتى يموتوا عليها. فتذكر قبول الله لتوبة التائبين وطالع كتب الفضائل والترغيب في الخير وما تضمنته من مكفرات الذنوب. فقد ذكر أهل العلم أن مطالعتها تقوي الرجاء وبذلك يقطع الشيطان طريقه في التقنيط من الرحمة. فقد قال صاحب المطهرة:
والخوف والرجاء واجبان * بوقفهم ومتلازمان
لأن محض الخوف يأس والأمل * مجردا أمن وكل انحظل
قو الرجا إذا العدو جعلا * يقطع من نفع المتاب الأملا
وهكذا إذا وجدت كسلا * عرض عند قصدك التنفلا
والله أعلم.