الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن مخاطر المكاسب المحرمة أن صاحبها يعين الناس على الحرام والإثم، والتاجر الذي يوفر للناس المسموعات المحرمة آثم بهذا الفعل. ولكنا نرجو لمن تاب توبة صادقة أن يغفر الله ما سبق وإن بقي أثره متواصلا، كما قال صاحب المراقي:
من تاب بعد أن تعاطى السببا * فقد أتى بما عليه وجبا
وإن بقي فساده كمن رجع * عن بث بدعة عليها يتبع
وينبغي لهذا التائب وأمثاله أن ينشطوا في دعوة من يمكن منهم لقاؤه من الزبناء الذين كانوا يشترون منهم، وأن يحضوهم على التوبة والرجوع والإنابة إلى الله تعالى، فقد روي عن عكرمة بن أبي جهل أنه قال وقت إسلامه: لا أدع نفقه كنت أنفقها في صد عن سبيل الله إلا أنفقت ضعفها في سبيل الله، ولا قتالا كنت أقاتل في صد عن سبيل الله إلا أبليت ضعفه في سبيل الله. انتهى .
والله أعلم.