الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن التعزير عقوبة مشروعة على كل معصية لا حد فيها ولا كفارة، وسبق أن بينا دليل مشروعيته من الكتاب والسنة والإجماع وفعل السلف، وأن من حق ولي الأمر أن يعزر المخالفين باجتهاده وبما يرى فيه مصلحة وانظري الفتاوى التالية أرقامها: 34616، 12066، 57627، وما أحيل عليه فيها.
وليس معنى ذلك أن التعزير واجب في كل معصية أو مخالفة، وإنما يكون ذلك باجتهاد الحاكم وحسب ما تقتضيه المصلحة، فالواجب هو إقامة الحدود التي جاءت في نصوص الوحي بعد ثبوتها عند الحاكم، وما عدا ذلك فأمره إلى ولي الأمر يمكن أن يعاقب عليه أو لا يعاقب إذا رأى أن عدم العقوبة أصلح.
وما ذكرت من أمر القرآن الكريم بالدعوة إلى الله تعالى بالحكمة والموعظة الحسنة صحيح، ولكن التعزير لا يكون إلا من قبل ولي الأمر وللعصاة المنتهكين لحرمات الله خاصة.
وأما الجاهل والمخطئ: فإنه ينصح بالرفق واللين ويبين له ويرشد، وللمزيد عن أساليب الدعوة انظري الفتويين رقم: 18815، ورقم: 104183.
والله أعلم.