الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان هذا الرجل قد تزوجك دون ولي، فزواجه باطل عند جمهور العلماء. ولا فرق في ذلك بين الصغيرة و الكبيرة و البكر والثيب، خلافاً للإمام أبي حنيفة (رحمه الله) الذي يرى صحة تزويج المرأة نفسها، ومذهب الجمهور هو الراجح لقوة أدلته، وانظري الفتوى رقم: 111441.
فإذا أراد أن يتزوجك فلابد أن يكون زواجاً شرعياً عن طريق وليك، فإن أبى وأراد الزواج سرا فلا يجوز لك مطاوعته على ذلك، والذي ننصحك به إذا لم يكن الزواج عن طريق الولي ممكنا هو أن تتركي العمل مع هذا الرجل وتقطعي علاقتك به لما في ذلك من الريبة والتعرض للفتنة.
وإذا كنت بحاجة للعمل فلتبحثي عن عمل آخر يجنبك الاختلاط بالرجال، واستعيني بالله وتوكلي عليه، قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ .{الطلاق:3،2}.
ولا مانع أن تعرضي نفسك على من ترين فيه الصلاح ليتزوجك، وذلك بضوابط وآداب مبينة في الفتوى رقم:108281.
وإلى أن يتيسر لك الزوج فاصبري واعتصمي بالله واحرصي على مصاحبة الصالحات، وشغل الأوقات بالأعمال النافعة والإلحاح في الدعاء مع إحسان الظن بالله فإنّه قريب مجيب.
والله أعلم.