الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن الرسول صلى الله عليه وسلم كان أحسن الناس شكلا؛ كما قال حسان بن ثابت:
وأحسن منك لم تر قط عيني * وأجمل منك لم تلد النساء
خلقت مبرءا من كل عيب * كأنك قد خلقت كما تشاء
وقد ذكر من رووا صفته الخَلقية أنه صلى الله عليه وسلم كان أشعر الذراعين، فقد روى ذلك الترمذي في الشمائل والبغوي في شرح السنة، وذكره كثير من المؤلفين في السيرة مثل عياض والسيوطي والحلبي والصالحي وغيرهم.
وأما عن صحة ما ذكر فإن الحديث الوارد في شأنه ضعفه الشيخ الألباني في الجامع الصغير.
وهذا الصفة ليست مما يستقبح في الرجال بل هي من جمالهم؛ بخلاف النساء لأن زينتهن في عدم وجود الشعر في أيديهن، ولا حرج على المكلفين في محبة ما كرهه النبي صلى الله عليه وسلم أو كراهة ما أحبه من الأمور العادية الجبلية التي لا تعتبر من الشرع، فهذا خالد أكل الضب الذي عافه النبي صلى الله عليه وسلم ولم يقدح في عقيدته، وهذا ابن عمر روى عن عبد بن حميد وأبو الشيخ والبيهقي أنه قال: خرجت مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى دخل بعض حيطان الأنصار فجعل يلتقط من التمر ويأكل فقال لي: يا ابن عمر مالك لا تأكل؟ قال قلت يا رسول الله لا أشتهيه، قال: لكني أشتهيه.... انتهى.
فالحاصل أن الأمور الجبلية ليست من أفعاله التشريعية التي يتابع فيها كما قال صاحب المراقي:
وفعله المركوز في الجبلة * كالأكل والشرب فليس ملة
ولهذا لا حرج على من تركها إن كان لا يحبها.
والله أعلم.