الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك في أنك مصاب بوسوسة في هذا الباب، والذي ننصحك به هو أن تعرض عن هذه الوساوس وألا تلتفت إلى شيء منها، ولا داعي البتة لأن تترك دخول هذا الحمام لكون الخرطوم وقع على النجاسة، هذا على تقدير أنه قد أصابته نجاسة فعلا، وإلا فقد تكون واهما، وإذا لم تتحقق من أن هذا الخرطوم أو غيره قد أصابته النجاسة فاعمل بالأصل وهو أنه باق على طهارته، ولا يزول هذا الأصل وهو الطهارة إلا بيقين، وأما الخيالات والأوهام فإن الاسترسال معها يفتح على الإنسان باب الشر، قال الشيخ العثيمين رحمه الله: هذه الشريعة ولله الحمد كاملة في جميع الوجوه، وملائمة لفطرة الإنسان التي فطر الله الخلق عليها، وحيث إنها جاءت باليسر والسهولة، بل جاءت بإبعاد الإنسان عن المتاهات في الوساوس والتخيلات التي لا أصل لها، وبناء على هذا فإن الإنسان بملابسه الأصل أن يكون طاهراً ما لم يتيقن ورود النجاسة على بدنه أو ثيابه، وهذا الأصل يشهد له قول النبي صلى الله عليه وسلم حين شكا إليه الرجل يخيل إليه أنه يجد الشيء في صلاته يعني الحدث،فقال صلى الله عليه وسلم: لا ينصرف حتى يسمع صوتاً، أو يجد ريحاً. فالأصل بقاء ما كان على ما كان. انتهى.
فإذا تيقنت من أن هذا الخرطوم مثلا قد أصابته نجاسة فإنه يكفيك أن تصب الماء عليه فيطهر بذلك ويزول الإشكال، وأما غسلك لصنابير المياه فهو من جملة ما تعاني منه من الوسوسة، فإنه لا مسوغ له البتة، وإنما يجب غسلها إذا تحقق وصول النجاسة إليها، وأما أن تتعب نفسك هذا التعب وتكلفها هذا العناء حتى أدى بك ذلك إلى ترك الصلاة في هذا المسجد بلا موجب فهو ناشئ عن استرسالك مع الوساوس، فالذي ننصحك به هو ألا تلتفت إلى شيء من هذه الأوهام وألا تحكم على شيء بالنجاسة إلا إذا حصل لك اليقين الجازم بتنجسه.
والله أعلم.