الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالعبارات المسئول عنها ظاهرة في كون ذلك في الدنيا، وعلى ذلك فالمراد جنة الدنيا وليست جنة الآخرة، وجنة الدنيا هي التنعم بطاعة الله والتقرب إليه والأنس بذكره، والرضا بقضائه، وقد سبق إيضاح هذا المعنى في الفتوى رقم: 21809. وعلى ذلك تحمل أيضا العبارة الأخيرة في السؤال.
وأما قرب الملائكة من المؤمن التقي في الدنيا فلا إشكال فيه. وكذلك الحسد المذكور؛ فإن معناه الغبطة، وراجعي في تفصيل ذلك الفتويين: 40768، 80430.
وأما مقولة (الدين والدنيا شيء واحد) فالذي يظهر لنا أن المراد بها أن ما يصلحهما معا هو في الحقيقة شيء واحد، وهو الاستقامة على طاعة الله. أو أن يكون المراد أن الله تعالى هو مالكهما فهو الذي يحكم فيهما جميعا.
وأما مقولة: (أنت وبس .. ) فإن كان المراد بها أن الإنسان هو وحده الذي يختار طريقه ويتحمل مسئولية هذا الاختيار من دون سائر البشر، حيث وهبه الله عقلا وجعل له إرادة ومكنه من الاختيار وهداه النجدين ـ فهذا معنى صحيح من حيث الجملة، وإن كان لا بد من التنبه إلى أن الهداية بيد الله تعالى، فهو الذي يهدي من يشاء رحمة منه وفضلا، ويضل من يشاء حكمة منه وعدلا.
وختاما ننبه على أنه لا حرج في سماع الأناشيد ما لم تتضمن حراما في ألفاظها، أو بمصاحبتها لآلات اللهو، ولم يكن فيها تشبه بأهل الفسق والفجور. وتكون بحيث لا تتخذ بديلا عن كتاب الله، أو يشغل العبد بها وقته كله، أو تكون عادة له. وقد سبق لنا التنبيه على ذلك في الفتوى رقم: 129744 وما أحيل عليه فيها.
والله أعلم.