الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقول النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم. رواه الشيخان.
يدخل في عموم العمل المذكور فيه: التبسم والضحك الذي يقع باختيار العبد ويدل على رضاه أو إقراره، بل إن أعمال القلوب التي تستقر في الصدر مما يدخل في عموم هذا العمل، لأن القلب له عمله، كما أن الجوارح لها عملها، وقد نقل ابن حجر في الفتح عن النووي أن أفعال القلوب يؤاخذ بها إن استقرت، وأن قوله صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز لأمتي عما حدثت به أنفسها ما لم تكلم به أو تعمل. محمول على ما إذا لم تستقر. ثم قال: ويمكن أن يستدل لذلك من عموم قوله أو تعمل لأن الاعتقاد هو عمل القلب. اهـ.
ولكن ينبغي تحرير معنى قول السائل: الابتسامة بنيه الاستهزاء بالدين فهذا يختلف من حال إلى حال، ومن شخص إلى شخص، ونخشى أن يكون عند السائل وسوسة في هذه الأمور، وأنه يتساهل ويتسرع في إصدار الحكم بالكفر على نفسه أو على غيره، فنرجو لإيضاح هذه الأمور الاطلاع على الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 128065، 131591، 42846، 60843.
والله أعلم.