أعرض عن هذه الأفكار ولا تلتفت إليها بالكلية

6-6-2010 | إسلام ويب

السؤال:
في البداية أشكركم على هذا الموقع المتميز، وأطلب منكم أن تعرضوا أسئلتي على الشيخ كما أطلب منكم أن تسامحني على الإطالة، وأن تجيبوا عن أسئلتي كاملة، فإنني أعاني من الوسواس معاناة شديدة. كنت في السابق عندما أصلي في البيت تأتيني وساوس شديدة خاصة في النية، لكنني إذا صليت في المسجد فالوساوس تقل نظرا أنني لا أحب أن يراني أحد على هذه الحال، خاصة وأنني أقوم بحركات غريبة نتيجة الوسوسة، فتكون صلاتي مع الناس أفضل منها في البيت لأن الوساوس والحركات أقل. كما أنني عندما أتوضأ مع الناس أتوضأ أسرع ولا ألتفت إلى وساوس النية، ولا ألتفت إلى الشكوك حول وصول الماء. هل أنا في هاتين الحالتين مراء؟وإذا كنت أنوي الغسل أو الصلاة مثلا (بأن كنت أحدث نفسي بأنني سأقوم بالغسل أو الصلاة من غير تلفظ ) جاءتني أفكار ووساوس فلم ألتفت إليها وكبرت مثلا مباشرة. هل صلاتي صحيحة؟
إذا كان العبد يعمل الشيء لله، ولكنه يحب أن يطلع عليه الناس أو يخشى من لوم الناس إن لم يفعل ذلك الشيء، فهل هذا يبطل العمل أو ينقص الأجر، علما أنه سيقوم بالعمل سواء علم الناس أم لم يعلموا ؟ فمرة سألني أحدهم : هل كنت تصلي المغرب .فقلت له نعم ولم تكن تلك الحقيقة. هل يلزمني أن أخبره الآن بالحقيقة علما أنه قد مضى على ذلك وقت طويل؟ وهل هذا يبطل كل صلواتي السابقة؟ مرة أخرى سألني شخص آخر إن كنت أستيقظ لصلاة الفجر فقلت له أحيانا ثم تبين لي في ما بعد أنه كان يقصد الصلاة في المسجد فلم أرد أن أخبره بأنني لا أذهب للمسجد في الصبح (نتيجة لظروف عندنا...) علما أنه لو كان الأمر بالعكس أي أنني قلت له خطأ أنا لا أذهب وكنت أذهب سأخبره بالحقيقة عندما أتفطن إلى أنني قد فهمت سؤاله خطأ.هل هذا يبطل كل صلوات الصبح التي صليتها؟أحيانا في رمضان أبالغ في البصاق بعد المضمضة حتى لا يظن أحد أنني مفطر. هل هذا يبطل الصوم؟لما أصلي أشعر بمتعة عند الدعاء خاصة فبدأت أتساءل هل أنا أطيل السجود من أجل المتعة فهل هذا يبطل العمل أم هو أمر محمود؟وهل إذا استيقظ الإنسان لصلاة الصبح لأنه سيكون منشرح الصدر ويستطيع الدراسة بأكثر جد إذا ابتغى بالدراسة أهدافا لخدمة الإسلام كالهجرة إلى بلد أستطيع فيه تطبيق الدين. هل الاستيقاظ بنية أن يوفقني الله لذلك محبط للعمل، علما أنني أحاول الاستيقاظ بنية الأجر والنجاة من النار، ولكنني أفشل في أحيان كثيرة في الاستيقاظ نتيجة للظروف وضعف الإيمان ؟

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يعجل لك الشفاء التام ، وأن يعيننا وإياك على ذكره وشكره وحسن عبادته.

واعلم أن الرياء من أخطر ما حذر منه النبي- صلى الله عليه وسلم- حيث قال: يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، اتَّقُوا هَذَا الشِّرْكَ، فَإِنَّهُ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ ، فَقَالَ له مَنْ شَاءَ أن يَقُولُ : وَكَيْفَ نَتَّقِيهِ وَهُوَ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : قُولُوا : اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ أَنْ نُشْرِكَ بِكَ شَيْئًا نَعْلَمُهُ وَنَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ نَعْلَم.

وإذا كان العمل لأجل الناس رياء، فإن تركه لأجلهم كذلك، كما قال الفضيل بن عياض رحمه الله: ترك العمل لأجل الناس رياء، والعمل لأجل الناس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله منها. وللمزيد عن الرياء والإخلاص انظر الفتاوى : 30366، 13997، 52210، 55788، 96608. وما أحيل عليه فيها.

ولا يبطل صومك بما تفعله من البصاق في نهار رمضان، وكذلك ما تجده من المتعة في الدعاء والسجود وانشراح الصدر لا تبطل به الصلاة ولا العمل لخدمة الإسلام، والذي ننصحك به- أخي الكريم- بعد تقوى الله تعالى هو الإعراض التام عن هذه الأفكار والأوهام وعدم الالتفات إلى شيء منها بالكلية، فإنك لن تستطيع التخلص منها إلا بتجاهلها ونسيانها وبمعرفة حقيقة أمرك وأنك مريض وأن الله تعالى يقول: .. ولا على المريض حرج.

ولذلك نقول لك: توضأ واغتسل وصل كيف ما تيسر لك ولا حرج عليك- إن شاء الله تعالى- وأنت مأجور على فعل ما تستطيع، فإن الله تعالى يقول في محكم كتابه: وما جعل عليكم في الدين من حرج. ويقول تعالى: لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا {البقرة:286}

والله أعلم.

www.islamweb.net