الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يعجل لك الشفاء التام ، وأن يعيننا وإياك على ذكره وشكره وحسن عبادته.
واعلم أن الرياء من أخطر ما حذر منه النبي- صلى الله عليه وسلم- حيث قال: يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، اتَّقُوا هَذَا الشِّرْكَ، فَإِنَّهُ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ ، فَقَالَ له مَنْ شَاءَ أن يَقُولُ : وَكَيْفَ نَتَّقِيهِ وَهُوَ أَخْفَى مِنْ دَبِيبِ النَّمْلِ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : قُولُوا : اللَّهُمَّ إِنَّا نَعُوذُ بِكَ أَنْ نُشْرِكَ بِكَ شَيْئًا نَعْلَمُهُ وَنَسْتَغْفِرُكَ لِمَا لاَ نَعْلَم.
وإذا كان العمل لأجل الناس رياء، فإن تركه لأجلهم كذلك، كما قال الفضيل بن عياض رحمه الله: ترك العمل لأجل الناس رياء، والعمل لأجل الناس شرك، والإخلاص أن يعافيك الله منها. وللمزيد عن الرياء والإخلاص انظر الفتاوى : 30366، 13997، 52210، 55788، 96608. وما أحيل عليه فيها.
ولا يبطل صومك بما تفعله من البصاق في نهار رمضان، وكذلك ما تجده من المتعة في الدعاء والسجود وانشراح الصدر لا تبطل به الصلاة ولا العمل لخدمة الإسلام، والذي ننصحك به- أخي الكريم- بعد تقوى الله تعالى هو الإعراض التام عن هذه الأفكار والأوهام وعدم الالتفات إلى شيء منها بالكلية، فإنك لن تستطيع التخلص منها إلا بتجاهلها ونسيانها وبمعرفة حقيقة أمرك وأنك مريض وأن الله تعالى يقول: .. ولا على المريض حرج.
ولذلك نقول لك: توضأ واغتسل وصل كيف ما تيسر لك ولا حرج عليك- إن شاء الله تعالى- وأنت مأجور على فعل ما تستطيع، فإن الله تعالى يقول في محكم كتابه: وما جعل عليكم في الدين من حرج. ويقول تعالى: لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا {البقرة:286}
والله أعلم.