الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنقول ابتداء إنه لم يتسن لنا التأكد من أن هذه الفتوى صادرة عن مجمع البحوث الإسلامية، ومن الملاحظ أن الفتوى يعتريها ضعف في صياغتها، ومن ذلك الدليل في غير موضعه كالاستدلال على كون أجر قراءة الحرف من القرآن بعشر حسنات بحديث: خيركم من تعلم القرآن وعلمه. وهذا حديث صحيح ولكن ليس فيه دلالة على ذلك، وكان ينبغي أن يستدل بقوله صلى الله عليه وسلم: من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها... إلخ. رواه الترمذي.
والمسائل التي ذكرت في الفتوى منها ما هو محل اتفاق كالحث على الخشوع والتدبر عند القراءة، وكون قراءة القرآن من أفضل الذكر، وأن الحرف بعشر حسنات، ومنها مسألة جواز قراءة القرآن من غير وضوء، وهذه لا غبار عليها، ولكن القول بجواز مس المصحف من غير وضوء هو خلاف ما دلت عليه الأدلة من عدم جواز ذلك، وجمهور العلماء على عدم جواز مس المصحف للمحدث حدثاً أصغر أو أكبر، وقد ذكرنا الأدلة على قولهم في الفتوى رقم: 12540.
والله أعلم.