الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يتوب عليك، وأن يتجاوز عنك، وأن يثبتنا وإياك على الحق، ثم اعلم بارك الله فيك أنك إن كنت قد تمكنت من الاغتسال وأوصلت الماء إلى جميع بدنك ثم طفت طواف الإفاضة في حجتك الثانية المسؤول عنها فقد وقع حجك صحيحا ولا شيء عليك، وإن كنت لم تتمكن من الاغتسال بحيث لم يصل الماء إلى جميع جسدك كما هو الظاهر، أو لم تكن أكملت طواف الإفاضة فإنك لم تتحلل من تلك الحجة التحلل الثاني.
ومن ثم فإن إحرامك بالحجة التالية لم ينعقد لأنك كنت متلبسا بالإحرام بالحجة السابقة عليها، وقد تحللت منها بطوافك وسعيك بالصفا والمروة في تلك الحجة، وإن كنت قد اعتمرت بين الحجتين فإن إحرامك بتلك العمرة لم ينعقد ووقع طوافك وسعيك في العمرة عن طواف وسعي الحج، وإن لم يكن عليك السعي وإنما كان عليك طواف الإفاضة فقط فإن طواف العمرة وقع عن طواف الإفاضة ووقع سعيك لغوا، قال الشافعي رحمه الله في الأم: فَإِنْ اعْتَمَرَ وهو في بَقِيَّةٍ من إحْرَامِ حَجِّهِ أو خَارِجًا من إحْرَامِ حَجِّهِ وهو مُقِيمٌ على عَمَلٍ من عَمَلِ حَجِّهِ فَلَا عُمْرَةَ له وَلَا فِدْيَةَ عليه لِأَنَّهُ أَهَلَّ بِالْعُمْرَةِ في وَقْتٍ لم يَكُنْ له أَنْ يُهِلَّ بها فيه. انتهى
والخلاصة أن أول طواف صحيح طفته بالبيت وقع مجزئا عن طواف الإفاضة، وعلى هذا فيكون كل إحرام عقدته بعد هذا بحج أو عمرة صحيحا مجزئا عنك إن شاء الله، وانظر الفتوى رقم: 118814.
والله أعلم.