الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كلا من قراءة القرآن والتوجه إلى الله بالدعاء أمر بالغ الأهمية، وله من الفضائل والآثار الحميدة ما لا يأتي عليه الحصر.
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة، حيث علمنا آداب التلاوة وفضائل السور، وكيفية الذكر والأذكار الموظفة للأحوال المختلفة، وحقيقة الدعاء وكيفيته وآدابه، فتركنا على المحجة البيضاء التي لا يزيغ عنها إلا هالك.
فليس لأحد أن يتعدى حدوده ويوظف للناس أذكارا من عند نفسه، ويخترع لهم فوائد للسور والآيات بمجرد رأيه، فهذا من الابتداع في الدين، والافتيات على الشرع الحكيم، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد. متفق عليه.
فيجب على المسلم الحذر من البدع والمحدثات، والتمسك بما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، ففي ذلك الخير كله، وقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، فقال: فإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة. رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه، وصححه الترمذي والألباني.
وهذا الكلام المسؤول عنه هو من هذا القبيل، ولا يعد حدود الخرافة، والتقول على الله بغير علم. وقد أغنانا الله تعالى بشريعته وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، فلسنا بحمد الله في حاجة إلى من يرقع لنا ديننا من أهل البدع، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما بقي شيء يقرب من الجنة ويباعد من النار إلا وقد بين لكم. رواه الطبراني، وصححه الألباني.
وقال أبو ذر رضي الله عنه: تركنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما طائر يقلب جناحيه في الهواء إلا وهو يذكرنا منه علما.
والله أعلم.