الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالأصل في المسلم السلامة، فلا يجوز أن يحمل أمره على غير ذلك من غير بينة، فإن الله تعالى يقول: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ {الحجرات: 12}.
فأنت هنا قد ظننت بزوجتك سوءا ثم حققت، فترتب على ذلك تجسسك عليها وخداعك لها، وربما جرها إلى أسباب الفتنة.
ولو أنك اتقيت الله واتبعت الهدي الشرعي لما حدث ما حدث، أخرج عبد الرزاق في المصنف عن: معمر عن إسماعيل بن علية رفعه: ثلاث لا يسلم منها أحد: الطير والظن والحسد. قيل: فما المخرج منها يا رسول الله؟ قال: إذا تطيرت فلا ترجع، وإذا ظننت فلا تحقق، وإذا حسدت فلا تبغ.
وهذا الحديث في سنده مقال، ولكن ذكر ابن حجر في الفتح أن له شاهدا من حديث أبي هريرة في شعب الإيمان للبيهقي.
فعلى كل حال ليس هنالك ما يثبت أن زوجتك قد وقعت في شيء مما يسمى بالخيانة الزوجية.
ومن حقوق المرأة على زوجها صيانتها وحفظها من كل ما يخدش شرفها ويمتهن كرامتها، ويعرض سمعتها لقالة السوء، ولكن لا ينبغي أن يسرف في تقصي حركاتها وسكناتها لغير ريبة، ولا أن يسيء الظن بها ، لما يجر له ذلك من عواقب وخيمة على العلاقة الزوجية.
وكان الأولى بك بدلا مما فعلت أن تحسن تربيتها على الإيمان، وأن تحرص على صيانتها، وأن تجنبها كل ما قد يقودها إلى الفتن، ومن ذلك أن تحرص على إقامة أهلك معك حيث تقيم، خاصة وأنكم في بلد تكثر فيه الفتن وتتيسر أسبابها. وهذا ما ندعوك إلى فعله الآن نعني أمر تربيتها وحسن توجيهها.
ولا يجوز لك أن تسألها عما إذا كانت على علاقة مع هذا الرجل أو غيره، فضلا عن أن تطلب منها توثيق اليمين بوضع اليد على المصحف. فننصحك بأن تمسك عليك زوجك وأن تحسن عشرتها.
والله أعلم.