اعتنت بجدتها فلما ماتت لازمها الشعور بالتقصير تجاهها

2-5-2010 | إسلام ويب

السؤال:
اعتنيت بجدتي -والدة أمي- من فترة طويلة لحد ما فقدت الذاكرة وأصبحت لا تقدر على الحركة، ودائما أبدل لها ملابسها وأحملها وأطعمها وأنظفها وتوفيت علي يدي وأنا أسقيها الماء،لكن دائما ينتابني شعور بالتقصير نحوها وكثيرا ما أبكي لفقدانها وأردد أنني مقصرة.سؤالي يافضيلة الشيخ: لماذا ينتابني هذا الشعور ولماذا دائما أبكي لذلك؟ هل أعتبر نفسي بالفعل مقصرة أم هناك تفسير آخر؟أفيدوني أفادكم المولى عز وجل.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله أن يرحم جدتك ويحسن عزاءكم فيها، ونسأله أن يتقبل منك ما عملت من التلطف والعناية بها.

ونوصيك بحمد الله تعالى على ما وفقك له من القيام بذلك، ونوصيك بالبر بوالديك، واعلمي أن الإنسان مهما عمل بوالديه فإنه يصعب القيام بما يجب حق التمام وبأداء حقهما حق القيام، فالوالد شأنه عظيم ولا سيما إذا كان أما حملت الإنسان كرها ووضعته كرها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يجزي ولد والدا إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه. رواه مسلم.

وشعور الإنسان بتقصيره عن تدارك ما كان ينبغي القيام به الأصل أنه لا حرج فيه، ومثل ذلك البكاء الذي لم يصحبه تسخط القدر ولا النياحة ورفع الصوت.

لكن كل أمر خرج عن المعتاد صار مكان المدح منه ذما ومكان الحسن قبحا، ومكان الصواب خطأ. فتنبهي لذلك واصرفي الذهن عن التفكير في الأمر، واكثري الدعاء لجدتك وتصدقي عنها إن رأيت.

وراجعي في ذلك الفتاوى التالية أرقامها: 75948، 25255، 106283.

والله أعلم. 

www.islamweb.net