الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله أن يرحم جدتك ويحسن عزاءكم فيها، ونسأله أن يتقبل منك ما عملت من التلطف والعناية بها.
ونوصيك بحمد الله تعالى على ما وفقك له من القيام بذلك، ونوصيك بالبر بوالديك، واعلمي أن الإنسان مهما عمل بوالديه فإنه يصعب القيام بما يجب حق التمام وبأداء حقهما حق القيام، فالوالد شأنه عظيم ولا سيما إذا كان أما حملت الإنسان كرها ووضعته كرها، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يجزي ولد والدا إلا أن يجده مملوكا فيشتريه فيعتقه. رواه مسلم.
وشعور الإنسان بتقصيره عن تدارك ما كان ينبغي القيام به الأصل أنه لا حرج فيه، ومثل ذلك البكاء الذي لم يصحبه تسخط القدر ولا النياحة ورفع الصوت.
لكن كل أمر خرج عن المعتاد صار مكان المدح منه ذما ومكان الحسن قبحا، ومكان الصواب خطأ. فتنبهي لذلك واصرفي الذهن عن التفكير في الأمر، واكثري الدعاء لجدتك وتصدقي عنها إن رأيت.
وراجعي في ذلك الفتاوى التالية أرقامها: 75948، 25255، 106283.
والله أعلم.