الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد اختلف العلماء في مشروعية صلاة التسابيح بناء على اختلافهم في تصحيح الحديث الوارد فيها، وقد رجحنا مشروعية صلاة التسابيح، وانظر للفائدة في ذلك الفتوى رقم: 2501، ولا حرج في تخصيص سورة معينة بالقراءة في الصلاة مع اعتقاد جواز غيرها كما نص على ذلك العلماء، قال البهوتي في كشاف القناع: ولا يكره (ملازمة سورة يحسن غيرها مع اعتقاده جواز غيرها) لما تقدم من ملازمة ذلك الأنصاري على (قل هو الله أحد). انتهى.
وإن كان الأولى والأكمل لزوم هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وألا يخص شيء من الصلوات بقراءة معينة إلا ما ثبت في الشرع تخصيصه بها، وإن كان فعل ذلك ليس من البدع على ما أوضحناه في الفتوى رقم: 131962.
ولا شك في أن لسورة الملك فضلاً عظيماً فعند الترمذي وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن سورة في القرآن ثلاثون آية شفعت لصاحبها حتى غفر له. قال في تحفة الأحوذي: قوله (قال إن سورة) أي عظيمة (من القرآن) أي كائنة من القرآن (ثلاثون آية) خبر مبتدأ محذوف أي هي ثلاثون والجملة صفة لاسم إن (شفعت) بالتخفيف خبر إن وقيل خبر إن هو ثلاثون وقوله شفعت خبر ثان (لرجل حتى غفر له) متعلق بشفعت وهو يحتمل أن يكون بمعنى المضي في الخبر يعني كان رجل يقرؤها ويعظم قدرها فلما مات شفعت له حتى دفع عنه عذابه، ويحتمل أن يكون بمعنى المستقبل أي تشفع لمن يقرؤها في القبر أو يوم القيامة وهي تبارك الذي بيده الملك) أي إلى آخرها. انتهى.
وبه تعلم أن تخصيصك هذه السورة بالقراءة في صلاة التسابيح لا حرج فيه إن شاء الله، ولا يعد ذلك من البدع، وإن كان الأولى عدم التزام ذلك كما سبق بيانه.
والله أعلم.