الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن حرمة رمضان عظيمة عند الله جل وعلا، وانتهاكها من أعظم المنكرات، والواجب على المسلم أن يحافظ على صومه ويصونه من كل ما يفسده بل ومن كل ما قد ينقص أجره وثوابه.. فعليك أن تتوب إلى الله تعالى وتكفر عما فعلت، والكفارة تكون بعتق رقبة مؤمنة ، وبما أن الحصول على الرقبة متعذر الآن فإن عليك صيام شهرين متتابعين ، فان عجزت عجزا لا يرجى زواله، فعليك إطعام ستين مسكيناً، ويجب ترتيب الكفارة على ما ذكر ، عند جمهور أهل العلم، وانظر الفتوى: 1104.
وذهب المالكية إلى عدم الترتيب وأن الإطعام أفضل.
وأما الزوجة فقد اختلفوا في حكمها إذا كانت راضية مختارة، هل عليها الكفارة أم لا؟، والأظهر الذي نرجحه- والعلم عند الله جل وعلا- أنه لا كفارة عليها، وإنما عليها القضاء فقط. انظر تفاصيل ذلك وأقوال أهل العلم في الفتوى: 17662.
ولا يشترط أن تكون الكفارة في مكان إقامتك، فإذا أردت الكفارة بالإطعام جاز أن يكون ذلك في بلدك الأصلي أو أي بلد آخر. كما يمكنك أن توكل عليها من تثق به من الجمعيات الخيرية أو الأفراد، ولا يمكننا تحديد قيمتها لأنها تختلف باختلاف الأماكن.
وأما وجود الحمل وعدمه فإنه لا يترب عليه حكم فالولد ابنك بإجماع أهل العلم.
والله أعلم.