الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنشكر السائل الكريم اهتمامه بدينه وتحريه للحلال، ونسأل الله تعالى أن يعجل لكم الشفاء التام والمعافاة من كل مكروه.
ولتعلم أخي الكريم أن علاج المرضى الذين عجز الطب عن علاجهم قد يكون كرامة وقد يكون استدراجاً، فالعبرة في ذلك هي بالاستقامة على أوامر الله تعالى واجتناب نواهيه واتباع سنة نبيه صلى الله عليه وسلم. كما سبق بيانه في الفتوى: 56853.
فإذا كان الشخص المذكور مستقيما وعلاجه بما ذكر أو بغيره مما ليس فيه شرك فلا حرج في التداوي عنده، ولا يمنع من ذلك كون طريقته في العلاج لم ترد في السنة. ففي صحيح مسلم وغيره أن عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه قال: كنا نرقي في الجاهلية فقلنا يا رسول الله: كيف ترى في ذلك؟ فقال: اعرضوا علي رقاكم، لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا. و انظر الفتوى: 53398، وما أحيل عليه فيها.
وسبق أن بينا حكم مس المعالج لجسد المريض فانظره في الفتوى: 2360.
وبناء على ما ذكر فالظاهر أنه لا حرج عليك في التداوي عند هذا الشخص أو عند غيره إذا خلا علاجه من الشرك.. فقد روى البخاري في صحيحه وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء. وفي رواية الإمام أحمد. ما أنزل الله داء الا قد أنزل له شفاء، علمه من علمه، وجهله من جهله.
والله أعلم.