الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما فعلته من طلب الطلاق من زوجك السابق دون مسوغ، ومن التعرض للخطبة وأنت لا تزالين في عصمته، من الذنوب التي يجب عليك التوبة منها، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أيما امرأة سألت زوجها الطلاق من غير ما بأس فحرام عليها رائحة الجنة. رواه أحمد وصححه الألباني.
كما أن مشاعر الحب والمودة ليست شرطاً لاستقرار الحياة الزوجية، قال عمر رضي الله عنه: لرجل يريد أن يطلق زوجته معللاً ذلك بأنه لا يحبها: ويحك، ألم تبن البيوت إلا على الحب، فأين الرعاية وأين التذمم. أورده في كنز العمال.
وقد اتفق العلماء على حرمة التعريض بخطبة المطلقة الرجعية، فكيف بالتصريح بخطبة المرأة المتزوجة التي لم تطلق؟ فالواجب عليكما التوبة إلى الله، أما الآن وقد حصلت على الطلاق وتم زواجك بهذا الزوج الأخير فعليك أن تعاشريه بالمعروف، فإن حق الزوج على زوجته عظيم، وتتعاوني معه على طاعة الله، وننبهك إلى أن كلامك مع زوجك الأول ينبغي أن يكون عند الحاجة وبقدرها، فهو أجنبي عنك.. واحرصي على تربية ابنتك على الفضائل وتعليمها الإسلام، وينبغي أن تتعاوني مع زوجك على تربية ابنته تربية صالحة، وللفائدة عن كيفية تربية الطفل على الفضائل يمكنك مراجعة الفتوى رقم: 100972، والفتوى رقم: 21752.
واعلمي أن الطلاق لا ينبغي أن يصار إليه إلا بعد تعذر جميع وسائل الإصلاح، فلا ننصحك بطلب الطلاق من زوجك إلا إذا كان مفرطاً في فرائض الله أو مرتكباً للمحرمات أو ظالماً لك ظلما بينا ولم يفد نصحه في ذلك شيئاً، ولمعرفة الحالات التي يجوز للمرأة فيها طلب الطلاق راجعي فيها الفتوى رقم: 37112.
والله أعلم.