الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان المراد أنه يحب أن يشغل وقته في رمضان بالأعمال الخيرية فلا إثم عليه في ذلك، إن لم ينو به الرياء، ونرجو أن يعطيه الله الأجر. فقد ذكر بعض أهل العلم أن ما يحصل به نفع الخلق من الأعمال يثاب فاعله ولو لم يستحضر النية، ما دام لم يأت بما يناقضها من إرادة غير الله بعمله، ويدل لهذا حديث مسلم: ما من مسلم يغرس غرسا فيأكل من طير أو إنسان أو بهيمة إلا كان له به صدقة. انتهى
وفي حديث الصحيحين بينما كلب يطيف بركية كاد يقتله العطش إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل فنزعت موقها فسقته فغفر الله لها به.
وجه الدلالة أن المزارعين يحرص أغلبهم على طرد الطير من بستانه، ومع ذلك ينالون الأجر إذا أكل الطير من بساتينهم، وهذه البغي ربما لم تكن نوت العبادة، وإنما رحمت وأشفقت على مخلوق فسقته فغفر الله لها بذلك.
والله أعلم.