الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهذا من تلبيس الشيطان ووسوسته، يريد بذلك صدك عن عبادة الله تعالى وأن يلبس عليك أمرك ويشكك في إيمانك ليفسد عليك دنياك وآخرتك، والواجب عليك ألا تمكنه من هذا ويكون ذلك بالإعراض عن هذه الوساوس وعدم الالتفات إليها، فكلما ألقى الشيطان في قلبك أنك تسجد لغير الله فأدرأ في نحره وتعوذ بالله منه وقل له بلسان الحال (بل أنا لا أسجد إلا لله تعالى)، وكلما ألقى الشيطان في قلبك أنك خرجت من الدين فأعرض عن هذا وتعوذ بالله من الشيطان واعلم أنك على الإسلام لم تزل، فإذا فعلت هذا نجاك الله وعصمك من كيده، واعلم أن عروض هذه الخواطر لا يؤثر شيئاً ولا تؤاخذ به، وهذا من رحمة الله تعالى بعباده وقد ثبت في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: إن الله تجاوز لأمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تكلم.
والله أعلم.