الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلم يستبن لنا المراد بهذه الكلمة على وجه القطع، ولا يخفى أن حكمها فرع لمعناها، فإن كان المراد بها معنى الاعتماد والتوكل، فلا يخفى أنه لا مدخل لذكر الرسول صلى الله عليه وسلم في مثل هذا المعنى، وقد سئل الشيخ ابن عثيمين عن مقولة توكلت على الله ورسوله هل فيها شرك؟ فقال رحمه الله: نعم، أما قوله: توكلت على الله فهذه ليست شركا، لأن الله تعالى هو المتوكل عليه، قال الله تعالى: وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ {المائدة: 23} (وعلى الله ) على عاملها، وقد قال أهل العلم: وتقديم ما حقه التأخير يدل على الاختصاص والحصر، أي: وعلى الله لا غيره فتوكلوا إن كنتم مؤمنين. وأما قوله: (ورسوله) فهذا شرك لا يجوز، لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ميت في قبره لا يملك أن يدعو لأحد، ولا أن ينفع أحداً ولا أن يضر أحداً عليه الصلاة والسلام، فالتوكل عليه صلى الله عليه وعلى آله وسلم شرك.. والواجب علينا أن نتبرأ من الشرك كله بأي أحد. اهـ بتصرف.
وكذلك الحال إن كان معناها الاستعانة والاستغاثة بالله ورسول الله صلى الله عليه وسلم، فهذا لا يصلح في حق النبي صلى الله عليه وسلم بعد انتقاله إلى جوار ربه الكريم، وراجع للفائدة الفتوى رقم: 4416.
وأما إن كان معناها الطاعة والامتثال، فهذا حق، فإن طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم من طاعة الله تعالى.
وإن كان معناها غير ذلك فلا بد أن يبينه السائل ليتسنى لنا بيان حكمه.
والله أعلم.